المطبخ العالمى
خبير يكشف أسرار أكثر مشاهد الطعام والشراب “وحشية” في العالم
تُعتبر هونغ كونغ على نطاق واسع واحدة من المدن الأكثر تحديًا في العالم عندما يأتي الأمر لتشغيل المطاعم، إذ تتّسم بأذواقها المتغيّرة، والمنافسة الشديدة، وبيئتها الاقتصادية السيئة.
وفي قلب عالم الطهي بالمدينة، يتواجد وكيل الدعاية، جيفري وو، والذي تربطه صلات بنصف وجهات الطعام والشراب الأكثر شهرة فيها على الأقل.
ويعمل وو، وشركته الاستشاريّة التي تبلغ من العمر 10 أعوام، “The Forks and Spoons”، مع بعض من أكثر المطاعم والحانات نجاحًا في المدينة، مثل “TATE Dining Room” الحائز على نجمتي “ميشلان”، و”Ando” والذي يتهافت الأشخاص على حجز طاولة فيه.
وكيل دعاية غير عادي
وفي “The Baker and The Bottleman”، وهو مخبز جديد، وحانة للنبيذ، للشيف البريطاني الشهير سيمون روغان، وافق وو على الكشف عن بعض أسرار مشهد الطعام في هونغ كونغ.
وقال وو لـCNN: “لن أقول إننا أفضل في عملنا مقارنةً بالآخرين. وأعتقد أننا نختلف”.
وبعد طرده من جامعة العلوم والتكنولوجيا في هونغ كونغ بسبب “الغياب عن عدد كبير جدًا من الصفوف للعب الورق في ماكدونالدز”، انضم وو إلى “Amber”، وهو مطعم فرنسي شهير بقيادة ريتشاد إيكيبوس، كموظّف بطاقم العمليات في عام 2005.
وعلى مدار الأعوام القليلة التي تلت ذلك، تولّى وو أدوارًا مختلفة في مجال التسويق لدى شركات متنوّعة، ولكنه دائمًا ما وجد نفسه في صناعة الأغذية والمشروبات مرّة أخرى.
وفي عام 2012، افتتح وو شركته الاستشاريّة للأغذية والمشروبات.
ولا يُعتبر وو بمثابة وكيل دعاية نموذجي في مجال الطعام والشراب، إذ أنه ليس ودودًا.
ويشتهر بصراخه أحيانًا على العملاء لارتكابهم خطأ ما، أو على العاملين في وسائل الإعلام الذين يشعر أنهم لم يقوموا بإجراء البحث الكافي.
وقال وو: “لست خائفًا من التعبير عن رأيي، ويعرف الأشخاص ذلك بالتأكيد. وفي بعض الأحيان، يحتاج المرء إلى مستشار يتمتّع بالصراحة بشأن الأشياء التي يجب إصلاحها. ونحن لسنا هنا لإطرائك. نحن هنا من أجل النتائج”.
وأكّد وو، الذي بدا كمدرّب كرة قدم أكثر من كونه محترفًا في مجال العلاقات العامة: “نحن هنا للفوز”، مضيفًا: “إذا أردت إرضاء الجميع، لذهبت لبيع المثلجات. ولحسن الحظ، يتفهّم غالبية عملائي ذلك”.
أكثر أسواق الطعام والشراب وحشيّة في العالم
ووفقًا لما ذكره وو، من إحدى الواجبات المهمّة لوكيل دعاية في مجال المأكولات والمشروبات هي التواجد بالمطعم، إذ يقوم بمهام مثل تعديل القوائم، أو تجربة عيّنات من الأطباق الجديدة، أو الالتقاء بالعملاء.
وعلى سبيل المثال، في وقتٍ لاحق من ذلك اليوم، قال وو إنه سيتناول غداءًا تجريبيًا في مطعم “Bluhouse”، وهو مفهوم جديد لتناول الطعام الإيطالي في فندق “روزوود” بكولون.
وعند تذوّق الطعام، قال وو: “سننظر في كل شيء، من مذاق الطعام، وطريقة تقديمه، ودرجة حرارته. كما ننظر أيضًا إلى الأثاث، وسير العلميّات، والتسعيرة، وما إلى ذلك”، موضحًا: “لا يوجد مطعم جديد مثالي قط، ولكن دعونا نحاول تقليل الأخطاء”.
وأشار وو إلى أنه: “عملنا فقط مع عملاء في آسيا، أي في هونغ كونغ، وماكاو، وجزر المالديف.. ولكنني أعتقد حقًا أن هونغ كونغ هي أكثر أسواق الأطعمة والمشروبات وحشيّةً في العالم”.
وليست مزاعمه بلا أساس.
وفي هونغ كونغ، يُعتبر تحقيق افتتاح جيّد ضروريًا نتيجةً لمستوى التنافس في المدينة.
وغالبًا ما يُشار إلى المدينة كأغلى موقع للإيجار في العالم.
ويُعد سكان هونغ كونغ من أكبر المنفقين على تناول الطعام بالخارج، وخاصةً في فترة ما قبل جائحة “كوفيد-19”.
ووفقًا لمسحٍ حكومي حديث، أنفقت الأسر المعيشيّة في هونغ كونغ 7،761 دولارًا في المتوسط على تناول الطعام في الخارج، والطلبات الخارجيّة من عام 2019 إلى 2020.
ويُعادل هذا الرقم حوالي ضعف متوسط ما أنفقته الأسر المعيشيّة في مدينة نيويورك الأمريكية على وجبات الطعام خارج المنزل في العام ذاته.
يتمتّع الطهاة بدورٍ أكبر الآن
وتطوّرت صناعة المأكولات والمشروبات في هونغ كونغ بسرعة في العقد الماضي، ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى وصول دليل “ميشلان” في عام 2009، بالإضافة إلى ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، ومجتمع الطعام المحلي.
وشهد الطهاة في هونغ كونغ تحولاً في أدوارهم.
وشرح وو: “منذ حوالي 20 عامًا، كان الطهاة في الغالب يطبخون ويُقدّمون الطعام فقط”، مضيفًا: “والآن في عام 2022، أصبح هناك أيضًا شيء يُدعى بناء العلاقات. ويجب على الطهاة إظهار وجوههم، وعليهم لمس الطاولات، والتقاط الصور مع الضيوف. وأصبحت وظيفة الشيف أكبر بكثير مقارنةً بالماضي، ويعود كل ذلك نتيجة الحاجة إلى الاتصال البشري”.
وهذا أمر منطقي من الناحية التجاريّة، فمن المرجّح عودة الضيوف إلى مطعمٍ قاموا فيه ببناء علاقة مع الشيف.
وتكمن المشكلة في كون الدردشة مع روّاد المطعم أمرًا صعبًا لبعض الطهاة، وهنا يأتي دور وو، والذي أوضح أنه يحرص على تشجيعهم.
ويستشهد وو بماناف تولي من مطعم “Chaat” الهندي الحديث كقصة نجاح.
وافتُتح المطعم، الذي يقع في فندق “روزوود” أيضًا، في عام 2020، وفاز بأول نجمة “ميشلان” بعد ذلك بعامين.
ويُعتبر تولي النجم الأكبر في المطعم، إذ انه من أكثر شخصيات الطهي المحبوبة في المدينة حاليًا.
النكهة مهمّة ولكنها ليست كل شيء
وفي نهاية اليوم، لن تُفيدك الصلات التي تملكها إذا لم يكن الطعام جيدًا، أو إذا رفض المطعم التطوّر.
وقال وو: “النكهات لا تكذب”، ومع ذلك، “لدى كل شيء، مثل المطاعم، والحانات والطهاة، مدّة صلاحية. ومن المستحيل أن تظل الرقم الواحد إلى الأبد. وأنت بحاجة إلى الاستمرار في ابتكار الأفكار الجديدة للمواصلة في تطوير المطعم”.
ويمكن أن يتجسّد ذلك عبر القيام بالمزيد من الخدمات، أو تثقيف الضيوف بشأن الأطباق، بحسب ما ذكره.
وأكّد وو: “هذه بعض الأشياء التي ستُثري تجربة تناول الطعام بأكملها”.
وقارن وو تسويق المطاعم برياضة الجري، وقال: “أستمر في التحسين، والتقدّم. وأؤمن بعدم التوقف حتّى الوصول إلى خط النهاية”.
المصدر : بالعربي 20